رمضان البحث المرئيات جديد الخطب خدمات و معلومات القائمة البريدية التصويت انضم لصفحة الفيس بوك |
من أخلاق الشيخ وصفاته
لم يصل الشيخ إلى ما وصل إليه من مكانة طيبة فـي قلوب الناس بالصدفة، وإنما مرد ذلك إلى توفيق الله تعالى أولا، ثم إلى ما يتحلى به من أخلاق حميدة أسرت وتأسر كل من التقى به وخالطه وجالسه.ولا بأس أن أشير هنا إلى بعض أخلاق الشيخ وصفاته التي رأيتها فيه وشاهدتها، وليس من رأى كمن سمع، فقد جالست الشيخ ودرست عليه وكنت قريبا منه لمدة تزيد على ثلاثة عشر عاما.ومن هذه الأخلاق:- الإخلاص في العمل، فلم يكن الشيخ طالب شهرة ولا باحثا عـن السمعة، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.خلع من صدره الشغف بمناظر النعيم، ولم يمل إلى مضاجع الراحة، وهـي طـوع يمينـه، واستبدلها بالتوجه إلى معالي الأمور وسبيل المجد، الذي لا يخلص سالكه من متاعب، ولا ينجو من ركوب الأخطار، إذ الغُرر لا تنال إلا بركوب الغَرر، والنعيم لا يدرك بالنعيم، متمثلا قول أبي الطيب المتنبي:وإذا كانـت النفـوس كبـارا تعبـت في مـرادها الأجســام- طهارة قلبه من الغل والحسد، فكان لا يحمل ضغينة في قلبه لمن أساء إليه ولا ينتقم لنفسه من أحد ناله بأذى، وما أكثر ما تكلم فيه المرجفون واالسفهاء، فما نالوا منه إلا الصفح والعفو والدعاء لهم بالصلاح والفلاح.- ومن أخلاقه الطيبة البذل والسخاء، وقد كان يكرم طلابه وقاصديه ويواسيهم بما عنده، وفي حقه ومثله يصدق قول الشاعـر العربي:لا يألف الدرهم المضـروب صـرتنا لكـن يمـر عليها وهـو منطلـق- ومن الصفات البارزة التي تميز الشيخ مـا آتاه الله من هيبـة فـي نفوس الناس، وذلك لا يرجـع إلـى خوفهم منه، وإنما يرجع إلى محبتهم لـه، وشتان بين من يهابه الناس خوفا منه وبين من يهابه الناس محبة له.- ومن أخلاقه الطيبة كراهيته للمدح والثناء عليه، بل وكراهيته للحديث عن سيرته وحياته، وكثيرا ما طلب منه تلميذه كاتب هذه السطور عفـا الله عنه، أن يحدثه عن حياته وسيرته فيعتذر ويقول بلسان الحال ولسان المقال : "لا أحسب نفسي من العلماء، وإنما أنا من طلاب العلم الذين لازالوا يطلبون العلم ويستفيدون كلما أتيحت لهم الفرصة، وما أنا إلا كما قال القائل:يظنون بي خيرا وما بي من خيرولكنني عبد ظلوم كما تـدريسترت عيوبي كلها عن عيونهموألبستنـي ثوبا جميلا من السترفصاروا يحبونني وما أنا بالـذييحـب ولكن شبهوني بالغيـرفلا تفضحني في القيامة بينهموكن لي يا مولاي في موقف الحشر- ومن أخلاقه وصفاته، حبه للعلماء وتوقيره لهم، وهذا أمر يعرفه طلاب الشيخ أكثر من غيرهم، فتراه في دروسه مثلا حينما يستعرض اختلاف علمائنا الأجلاء في مسألة من المسائل الخلافية، يذكر مستند كل واحد منهم فيما ذهب إليه، ويلتمس لهم الأعذار، ولا يتعصب لأحدهم، وإنما يدور مع الدليل والترجيح حيثما دار، فتعلم منه طلابه العلم وتوقيـر العلماء.- ومـن صفاته وأخلاقـه تفقده لأحوال طلابه وسؤاله عنهم، ومحبته لهم، وحرصه على إفادتهم بل والاستفادة منهم، وهذه غاية في التواضع.- ومن صفاته كذلك سرعة البديهة، وحسن الجواب، يعرف قصد السائل من سؤاله، ويعامل كل سائل بما يناسب حاله، وهذا باب مهم للعالم أن يتفطن فيه، لأن السائلين – وخاصة في المجالس العامة- أصناف ولكل غرضه من سؤاله، فمن لم يتفطن لهذا فربما أساء من حيث لا يقصد.- ومن أخلاق الشيخ التي حببته للناس أنه يحرص دائما على التعاون مع جميع أصناف المجتمع، فلم يتخذ لنفسه جماعة يوالي من أجلها ويعادي من أجلها، وإنما سلك سبيل الوسطية والاعتدال والانفتاح على الأمة بمفهومها الواسع، فبذل النصح للجميع عامتهم وخاصتهم، وحض على الخير والتعاون والمحبة وتأليف القلوب وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والاختلاف المذموم، فأكسبه ذلك محبة الناس واحترامهم.وخلاصة أخلاقه وصفاته، أنه علامة رباني، وداعية مصلح، ومرب من بركات عصرنا، أكرمنا الله تعالى به في زمن قل فيه أمثاله، فنحمد الله عـز وجل ونشكره على نعمه الكثيرة التي لا تحصى.
إسمه و نسبه وولادته
طلبه للعلم
اشتغاله بالتدريس و الدعوة الى الله
من أخلاق الشيخ و صفاته
الشيخ و التأليف
نماذج من أسلوب الشيخ في الكتابة
|